الهدف من استخدام إستراتيجية الجدول الذاتي يدور بشكل رئيسي حول تعزيز قدرة الطالب على التحصيل الأكاديمي بطريقة ممتعة وسهلة، كما ترفع من قدرته على المشاركة في الفصل وتنمية مهارة الحِوَار، فضلًا عن أهميتها في الحياة العملية، فإن تلك الاستراتيجية تساهم في تنظيم الأفكار والمعلومات السابقة والأهداف، وعلى هذا تزيد من الإنتاجية.

ما الهدف من استخدام إستراتيجية الجدول الذاتي؟

قبل أن نجيب على هذا السؤال، لنتعرف أولًا عن استراتيجية الجدول الذاتي، هي مجموعة من الخطط المستخدمة في عديد من المجالات، كالطب والتعليم والشركات، أي أنها غير مقتصرة على الطلاب والمدرسين فقط.

تستخدم استراتيجية الجدول الذاتي لتنمية مهارة التفكير الإبداعي والتحليل، فهي تساعد على:

  • تنظيم الأفكار، وترتيبها في شكل نِقَاط وإجابات لأسئلة.
  • كما تساعد على تحفيز التفاعل بين المعلم والمتعلم، واكتساب معرفة جديدة.

وفيما يلي سنعرض مجموعة من الأهداف التي تسعى استراتيجية الجدول الذاتي إلى تحقيقها:

  • بناء معرفة جديدة تتوقف على المعرفة السابقة.
  • تحفيز ذاكرة الطالب أو المتعلم من خلال تعزيز فضاءات الفهم لديه.
  • الاعتماد على تنظيم الفكر والمعلومات وتحويلها إلى أنشطة ومواقف وتصرفات حياتية يسهل على الطالب استيعابها.
  • إن الهدف من استخدام إستراتيجية الجدول الذاتي الأساسي يكمن في أن يستوعب الطالب منهجه الدراسي بطريقة تفاعلية ودقيقة، والاستغناء عن طرق الحفظ الروتينية.
  • تحقيق أكبر استفادة ممكنة للطالب.

استراتيجية جدول التعلم KWL

استراتيجية جدول التعلم هي أحد الطرق التعليمية الحديثة المستخدمة في رفع مستوى فهم واستيعاب الطالب لدروسه، واكتساب خبرات وتجارب جديدة.

وذلك من خلال اتباع مجموعة من المراحل، يتم اختصارها في KWL.

وقد تم ابتكار تلك الاستراتيجية بواسطة معلمة تدعى Donna Ogle في عام 1986 ميلاديًا.

وكان الهدف منها هو مساعدة الطلاب على مشاركة وتوظيف أي معلومة سابقة تدور حول الموضوع أو الدرس المراد فهمه.

وعلى الرغْم من توافر العديد من الأدوات والاستراتيجيات التي يستخدمها المعلمون لمساعدة الطلاب على تنظيم ما يدور بعقولهم من أفكار ومعلومات، إلا أن الجدول الذاتي KWL هو الأكثر شيوعًا واستخدامًا.

إن الهدف من استخدام إستراتيجية الجدول الذاتي من منظور مبتكرته هو تفاعل الطلاب مع المعلمين قبل شرح الدرس، وأثناء شرحه، وبعد الانتهاء من شرحه، من خلال تنظيم معلوماتهم في جدول من ثلاث خانات.

مراحل استراتيجية جدول التعلم KWL

تنقسم تلك الاستراتيجية إلى ثلاث مراحل رئيسية في شكل أسئلة يجيب عليها المتعلم، وذلك بهدف تكوين بنية معرفية خاصة به، وتلك الأسئلة هي:

  • ما الذي أعرفه مسبقًا what I already know: وهي مرحلة يقوم فيها المتعلم بعملية عصف ذهني، أي يستدعي كل ما يعرفه من خبرات ومعلومات سابقة متعلقة بالمادة العلمية التي يحتاج إلى فهمها، وتلك المرحلة هي أساس البناء المعرفي الذي سيكون.
  • ما الذي أريد تعلمه what I want to learn: في تلك المرحلة يحدد المتعلم الهدف من دراسة هذا الموضوع، وما هي النِّقَاط الأساسية التي يريد أن يستنبطها من دراسته وبحثه.
  • ما الذي تعلمته what I learnt: وفيها يقوم الطالب بذكر ما استفاده واكتسبه خلال الدرس، والجدير بالذكر أن تلك المرحلة هي الأهم، وذلك لأنه يقوم فيها الطالب بمقارنة حصيلته العلمية قبل فهمه للدرس وبعد الفهم.

اقرأ أيضًا: شروط منحة الجامعة الأمريكية لطلاب الثانوية العامة 2022

جدول تعليم ذاتي

الهدف من استخدام إستراتيجية الجدول الذاتي ليس فقط مساعدة الطلاب في فهم دروسهم.

ولكن يمكن استخدام الجدول الذاتي في مجال الشركات، فإن الجدول الذاتي يساهم في تنظيم مهمات الموظفين وجدولتها.

أما بالنسبة للمجال الطبي، فقد يلعب الجدول الذاتي دورًا فعالًا لتنظيم طريقة ومدة علاج المريض.

وذلك وفق مبادئ يضعها الطبيب بالطبع، ويعرف أيضًا بالمخططات العقلية أو الخرائط الذهنية أو الجدول الفهمي.

الجدير بالذكر أن استراتيجية KWL هي الصورة المطورة والمعدلة من الجدول الذاتي الذي أسس قواعده Graham Detrick عام 1980 م.

وقد قام ببناء تلك القواعد بناءً على أفكار عالم النفس Jean Piaget.

ولا يختلف الجدول الذاتي عن استراتيجية KWL المعدلة، فإن الجدول ينقسم إلى ثلاث خانات، وفي كل خانة يتم تدوين مجموعة من المعلومات قبل الدرس وأثناء الدرس وبعد الانتهاء منه.

استراتيجية جدول المعرفة

جدول المعرفة هي صيغة مرادفة للجدول الذاتي، فهي استراتيجية تستخدم بشكل كبير في الصفوف التعليمية.

ويمكن استخدامها في مختلف المجالات من أجل تنظيم وتحديد المهمات، وزيادة الإنتاجية.

تحرص الكثير من المدارس والمعاهد والجامعات على استخدام تلك الاستراتيجية في أثناء عملية التعلم.

وذلك لأن الهدف من استخدام إستراتيجية الجدول الذاتي تتلخص في بعض النِّقَاط، والتي من أهمها:

  • أن يكون الطالب قادر على تحديد أهدافه قبل القراءة.
  • تحفيز قدرة الطالب على الاستيعاب واسترجاع المعلومات السابقة من خلال نظرية العصف الذهني.
  • تعزيز قدرة الطالب الإدراكية، ورفع نسبة فهمه للدرس بطريقة ممتعة وغير معقدة.

استراتيجية عمل جدول

استراتيجية الجدول الذاتي واحدة من أكثر الأنشطة التعليمية فعالية، وذلك لأنها تساعد الطالب إلى تنمية العديد من المهارات، مثل:

  • القراءة والكتابة والإدراك والاستيعاب والتحليل، واسترجاع المعلومات، بالإضافة إلى مهارتي المناقشة والحوار.

وكل ما يتطلبه عمل الجدول المعرفي أو الذاتي هو ثلاث خانات، تحتوي كل خانة على سؤال يجيب عنه الطالب من خلال:

  • مدى فهمه للدرس.
  • تفاعله مع المعلم.

مثال عمل جدول (شرح معلم عن الكورونا)

وفيما يلي سنشرح بعض الأمثلة للجدول:

المثال الأول: يريد المعلم أن يشرح اليوم موضوعًا عن فيروس كورونا، في البداية يقوم المعلم بتوزيع ورقة على كل طالب مقسمة إلى ثلاث خانات، على النحو التالي:

  • ماذا أعرف مسبقًا عن فيروس كورونا؟ أنه مرض بدأ ظهوره في الصين.
  • ما الذي أريد أن أعرفه أثناء الشرح؟ أن أعرف أعراض المرض، وطريقة تجنب الإصابة بالعدوى.
  • وما الذي تعلمته بعد شرح الدرس؟ أن أعراض فيروس كورونا هي الحمى والصداع والإسهال وفقدان حاستي الشم والتذوق، وقد يؤدي للوفاة، كما يمكن تجنب العدوى عن طريق استخدام قناع الوجه، وتجنب الاختلاط بحامل المرض، وتناول أطعمة تعزز من الجهاز المناعي.

كان الهدف من استخدام إستراتيجية الجدول الذاتي من خلال المثال الذي شرحناه هو أن يقوم الطالب بإعطاء أوامر لعقله لاسترجاع كافة المعلومات التي يعرفها عن الفيروس.

بالإضافة إلى تشجيعه للمشاركة بالمناقشة مع معلمه ومع زملائه.

وكما رأينا استطاع الطالب من خلال المرحلة الثانية ترتيب أفكاره وأهدافه تجاه الدرس، وأصبح لديه فكر منظم، مما يسّر عليه مرحلة الاستماع للدرس واستيعابه.

وفي النهاية حقق الطالب هدفه بمعرفته أعراض المرض وطرق الوقاية.

اقرأ أيضًا: متي يكون جفاف الحلق خطير

مثال عمل جدول ذاتي (في الحياة العملية)

لنشرح مثالًا آخر ولكن هذه المرة في الحياة العملية، مندوب مبيعات يرغب في بيع مجموعة من المنتجات.

والآن لنرى كيف يمكننا تطبيق استراتيجية الجدول الذاتي لمساعدته في تحقيق هدفه.

سيحتاج هذا الموظف إلى وضع خُطَّة جدولية مكونة من ثلاث أماكن، مقسمة على النحو التالي:

الهدف من استخدام إستراتيجية الجدول الذاتي

ما الذي أعرفه؟

  • لدي خلفية علمية كافية عن المنتج الذي أحتاج إلى بيعه، مما يرفع عندي قدرتي على إقناع العميل بالشراء.
  • كما أن لدي علم بأن حولي خمس أو ست مناطق سكنية قد تحتاج إلى هذا المنتج.

ما الذي أريده من خلال هذا الهدف؟

  • بيع جميع الكَمّيَّة التي لدي، تنمية مهارة التواصل من خلال اكتساب عملاء جديدة، الترقية في عملي.

وما الذي حققته؟

  • تمكنت من دائرة عملي عن طريق ترشيحي لعملاء جدد من قبل العملاء الأساسيين.
  • وانتهيت من بيع كَمّيَّة لا بأس بها من المنتج في وقت كبير لأني حددت وقمت بعمل مسح شامل لجميع المناطق حولي حسب الأولوية من حيث احتياجهم للمنتج.
  • وبذلك تمكن الموظف من تحقيق الهدف من استخدام إستراتيجية الجدول الذاتي، وحقق هدفه بطريقة منظمة، فهي طريقة مفيدة لأي أحد بشكل عام، وللطلاب بشكل خاص.

مميزات عمل استراتيجية الجدول الذاتي

ومن المميزات التي توفرها استراتيجية الجدول الذاتي:

  • تدريب الطالب على تحمل المسؤولية.
  • تنمية روح المشاركة بين الطلاب.
  • تحفيز عقل الطلاب لاستخدام مهارتي التحليل والاستنباط.
  • الحرص على تنمية مهارة تقبل النقد وآراء الآخرين.
  • تدريب الطالب على الاستماع الجيد والمناقشة المثمرة.

إن استراتيجية الجدول الذاتي من أكثر التقنيات الفعالة والمرنة التي يمكن استخدامها من قبل الطلاب والموظفين، وحتى أولياء الأمور، والهدف من استخدام إستراتيجية الجدول الذاتي هو تنظيم الأهداف المرغوب القيام بها، وبذلك يوفر مستخدمها الوقت الذي قد يضيعه في تشتت وعشوائية الأهداف غير المرتبة.