محتوى المقال
طريقة التعامل مع الطفل العصبي
طريقة التعامل مع الطفل العصبي تشكل تساؤلاتٍ كبيرة لدى الأهل خاصةً في الآونة الأخيرة، يحاول الخبراء والأطباء النفسيون فك الشفرات وإيجاد الحلول المثلي للتعامل مع الطفل العصبي، وهذا ما نتناوله في السطور القادمة عبر موقع مصدري.
عصبية الأطفال
عندما يستمر الأطفال بمعاينة أنواع مختلفة من المشاعر وخاصةً تلك المندلعة بداخلهم كاندلاع الحرائق يحاولون التعبير عنها بطرق مختلفة، العامل المشترك بين كل تلك المشاعر التي يحاول الطفل التعبير عنها أنها تتمثل في صورة العصبية والغضب، يحاول الأطفال الإشارة إلى وجود اضطراب ما يعكر صفو أذهانهم، لكن ما تعلنه أفعالهم وسلوكياتهم ينتج صورةً من العصبية التي يصعب فهمها والتعامل معها أحيانًا، فطريقة التعامل مع الطفل العصبي تتطلب التركيز على مشاعر وسلوكيات الطفل والتعامل معها وفق الأساليب التربوية الحديثة كي نصل بالطفل بر الأمان دون التأثير سلبًا على بنائه وتكوينه.
الطفل العصبي
الطفل العصبي هو الطفل الذي يحاول التعبير عن شعوره بالضغط أو الغضب أو الإحباط، والذي بدوره لا يمتلك الوسائل والأدوات التعبيرية التي تعينه على اختزال مشاعره والتعبير عنها، تتفاوت الأسباب التي ينتج عنها طفلٌ عصبي من مشكلاتٍ يومية بسيطة إلى اضطراباتٍ سلوكية تحتاج إلى تدخل طبيبٍ مختص، فطريقة التعامل مع الطفل العصبي عادة ما تتطلب تفهم الأهل ومحاولة تجاوز غضب الطفل بالوسائل التربوية.
أسباب عصبية الأطفال
وفقًا لهيئة عقل الطفال العالمية أو (child mind institute) قد تتمثل أسباب عصبية الأطفال في:
- اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه. (ADHD).
- اضراب القلق.
- تجاهل الطفل من قبل المحيطين به.
- مشاكل في عملية التعلم.
- مشاكل في عملية التكيف والاندماج مع المدرسة أو البيئة المحيطة.
- اضطراب التوحد.
- اضطرابات النوم.
- الأمراض الوراثية والعضوية المسببة للألم.
كيفية التعامل مع الطفل العصبي
الطريقة الأمثل للتعامل مع الطفل العصبي هي البحث عن المؤثر الأساسي وحله تدريجيًا، إن تهدئة طفلك وإعداد طعامه المفضل فكرة جيدة لمحاولة سماعه، كما تعتبر الاستمرارية في مساعدة طفلك للوصول إلى حالة الاستقرار والهدوء من العوامل الأساسية التي تعبر بك وبطفلك بر الأمان، عن طريق الاشتراك في دورات إعداد الأهل ودورات التعامل مع الطفل العصبي، لا تملّ من تكرار طفلك للشكوى أو تُعلن استسلامك، فاستسلام الأهل هو الطريق الأول المؤدي لاستسلام الأطفال.
ابق هادئًا أثناء الحديث مع طفلك حتى وإن افتعل العديد من المشكلات، تجاهل السلوكيات السلبية وركز على الإيجابيات وتجنب استخدام جمل النفي أثناء الحديث مع طفلك بل كرر استخدام الجمل المثبتة، فعوضًا عن إخباره بالتوقف عن فعل سلوكٍ ما قم بإخباره أنك فخور به لأنه قام بفعل صحيح، وعوضًا عن “لا تفعل كذا” أخبره “ماذا لو قمنا بهذا الشيء وبهدوء”؟
طريقة التعامل مع الطفل العصبي من منظور الطب النفسي
وفقًا لستيفين ديكشتاين، طبيب الأطفال والمراهقين النفسي، لا تتحدث مع طفلك وهو منشغل العقل، أنت تحتاج لمفاوضات وحوارات مع طفلك عندما يكون هادئًا وعندما تكون أنت أيضًا كذلك، يرى ستيفين أنه من الضروري صنع وسائل لتهدئة طفلك، وتذكيره بالأشياء التي تهدئ من روعه باستمرار، كالتنفس بعمق و بهدوء، والاسترخاء، قم بتلك الممارسات أمام طفلك حتى تسمح له بالتعلم منك ومحاكاة ما تقوم به، تذكر أنك نافذة طفلك للعالم وما تقوم به سيقوم بالقيام به ولو بعد حين.
كيفية التعامل مع الطفل العصبي في عمر السنة
طريقة التعامل مع الطفل العصبي في السنة الأولى من حياته يتطلب صبرًا بالغًا وجرعةً من الهدوء، فمفردات الطفل المحدودة لا تتناسب مع اتساع العالم الذي يشغله، قم بإعارته انتباهك بشكلٍ كبير، حتى وإن بدت الأمور التي تشغله صغيرة.
- قم بالتركيز عليها وشغل ذهنك مع طفلك لفترةٍ أطول، حاول أن تشتت انتباهه بعيدًا عن الأمر الذي يحدث ضجةً في ذهنه.
- لا تنس إبعاد الأشياء الخطيرة عن متناول اليد قدر المستطاع.
- الحفاظ على بيئته بيئةً صحية خالية من الأشياء التي قد تهدد سلامة طفلك وتضع حياته على المحك.
- اهتم بتعليم طفلك مهارات جديدة وقم بشراء ألعاب التركيب والمتاهة وتلك التي تساعد في إنشاء دعامات طفلك الذهنية، من الضروري أيضًا الحرص على أن تكون البيئة التي ينشأ فيها الطفل بيئةً هادئة.
عادةً ما يقوم الأطفال في أعمارهم الأولى بالتركيز على السلوكيات، تجنب السلوكيات العنيفة كإغلاق الباب بقسوة وبشدة أمام طفلك أو إخوته، تجنب الصراخ أو الانفعال في المنزل بشكلٍ عام وأمام طفلك بشكلٍ خاص، تجنب رمي الأشياء أو قذفها أمام أفراد أسرتك وذكر طفلك بأن تلك سلوكيات خاطئة و مرفوضة، ابتعد عن الضرب تمامًا وقم بحذفه من قاموس سلوكياتك وذكر طفلك بضرورة عدم استخدام العنف مع أيٍ من أفراد المنزل وحتى مع مقتنياته وألعابه، قم بمراقبة سلوكياته لاكتشاف مع إذا كانت مؤشرًا على وجود اضطراب سلوكيٍ ما بحاجةٍ إلى مختص.
التلامس بين الأم والطفل
التلامس بين الأم والطفل يعد سحرًا، التلامس يعزز من مناعة الطفل ونموه ويقلل من التوتر، الحرص على احتضان الطفل والبقاء بالقرب منه فترةً أطول يساعد على منحه إشارات لطمأنة ذاته، فاحتضان الطفل يحسن طريقة التعامل مع الطفل العصبي فهو يساعد على إفراز هرمونات الأوكسيتوسين التي تهدئ من روعه وتساعده على النمو، كما تساهم في تقوية علاقتك بطفلك.
كيفية التعامل مع الطفل العصبي وكثير البكاء
الأطفال عادة ما يبكون للإشارة إلى الألم أو العجز عن تلبية رغباتهم، نصح بضرورة الحرص على تغذية الطفل تغذيةً سليمة متنوعة تساعد في إعادة إعمار جسده وذهنه، الحرص على أخذ الطفل قسطا كافيًا من النوم يساهم في تحسين نشاطه الدماغي واكتسابه الهدوء على مدار اليوم، تشجيع الطفل على مواجهة الأمور عوضًا عن الهرب والبكاء يعزز مواطن القوة لديه، طمأنة الطفل باستمرار قد تؤدي إلى نتائج سلبية، القيام بتذكيره أن الأمور ستكون على ما يرام شيءٌ مهم لكن دون إفراط.
كيفية التعامل مع الطفل العنيد والعصبي في عمر السنتين والنصف
الأطفال في عمر السنتين والنصف عادة ما يمرون بمرحلة الفطام، وذلك يؤثر سلبًا على تفاعلهم، الحرص على توقيف الرضاعة تدريجيًا وإدخال نظام غذائي صحي لرفع توازن الطفل بما يلائم احتياجاته يساعد على التقليل من حدة المرحلة، العدل بين الطفل وأخوته يساهم أيضًا في التقليل من عصبية وعناد الطفل عبر إذابة الحواجز بينه وبين إخوته وعدم شعوره بالاضطهاد.
كيفية التعامل مع الطفل العنيد في سن 4 سنوات
الطفل في عمر الأربع سنوات يكون حساسًا للغاية، يجب عدم ترك الطفل وحيدًا، مساعدة الطفل على الحركة لها أثر فعال في تحسين سلوكه والتقليل من عناده، محاولة تعريفه على الأخطار الناتجة من بعض خياراته يجعله أكثر هدوء، كما أن منحه حلولًا بديلة عوضًا عن تلك المرفوضة يحسن من تفاعله مع الأمور، بداية إدماج الطفل مع أقرانه يساهم في تطوير جوانبه الاجتماعية وبالتالي يحد من ردود أفعاله العنيدة حيث يبدأ باستيعاب اتساع العالم.
متغيرات في حياة الطفل في عمر الست سنوات
في عمر الست سنوات، يترك الطفل مرحلةً ويبدأ في الانتقال إلى مرحلةٍ أكبر من الاستقرار والتعامل مع المجتمع، مرحلةٌ حرجة، يشرع فيها بالانفصال تدرجيًا عن والده وعن والدته، وتشرع ملامح شخصيته الاجتماعية بالظهور، وسرعان ما يبدأ في الالتحاق بالمدرسة للمرة الأولى في حياته، ويقضي وقتًا منفصلًا عن المنزل مع رفقائه وأقرانه، وتشكل له قوانين المدرسة عالمًا جديدًا من الانضباط، يعيش الطفلُ حالةً من التشتت فيحول خوفه وشعوره بعدم الأمان دون رغبته الملحة في اكتشاف العالم من حوله، مما يجعل الاهتمام بنفسية الطفل في هذه السن ضرورةً ملحة ومما يجعل طريقة التعامل مع الطفل العصبي أكثر صعوبة.
كيفية التعامل مع الطفل العنيد في عمر 6 سنوات
يجب الأخذ في عين الاعتبار أن لكل طفلٍ مهاراته الخاصة، ووسائل تكيفية تختلف عن تلك التي يتمتع بها أقرانه، يرغب الطفل في تلك المرحلة بالشعور بالقبول والحب الغير مشروطين، يبدأ في تطوير مهاراته اللغوية ووسائله التعبيرية بشكلٍ كبير وبإظهار معالم العناد ورفض الانصياع للأوامر، يجب البدء في شرح السلوكيات المرفوضة والمقبولة تدريجيًا للطفل في ذلك العمر، مشاركته الأنشطة التي يحبها يعزز من الثقة بين الأهل والطفل ويساهم في الحد من العناد والعصبية في هذا العمر، احترام رغبات الطفل وحثه على التعبير عم ما يشعر به بحرية قد يساهم في التقليل من التوتر والخلافات، مع ضرورة تلبية طلبات الطفل قدر المستطاع والحرص على إشراكه في تحقيق متطلباته تلك، مع شرح أسباب رفضها أو تأخيرها.
كيفية التعامل مع الطفل العنيد في عمر 7 سنوات
تشجيع الطفل على ممارسة الرياضة والأنشطة البدنية المختلفة يساهم في تخفيف حدة التوتر والعنف لدى الأطفال، لتعزيز ثقة الطفل بنفسه وربط قيميته بذاته عوضًا عن ربطها بإنجازات أو سلوكيات معينة دور كبير في تقبل الذات وعدم الإصرار على
أشياء بعينها، كما أن منح الطفل خيارات عديدة عوضًا عن استخدام أساليب الأمر المباشرة يساعد على تهدئة روعه.
كيفية التعامل مع الطفل العنيد في سن 10 سنوات
الأطفال في سن العشر سنوات يكونون ناضجين فكريًا وعاطفيًا أكثر من أقرانهم الأقل سنًا، لسماع الطفل الدور الأكبر في إعادة هيكلة فكره، سماعك لطفلك سيجعله يسمعك، حتى وإن لجأ الطفل إلى المجادلة يجب التحاور معه وعدم تجاهله، من الضروري عدم إجبار الطفل على ما يريده الأهل، تذكر أن طفلك إنسان آخر، لا تحاول خلق نسخة منك، بل احرص على تخييره وعدم إجباره على ما ترغب فيه، الحفاظ على البيئة الهادئة الملائمة للنقاش أمرٌ لابد منه، فالصراخ والضجيج يؤديان إلى نتائج سلبية مع الطفل، على عكس التفاوض الذي يمنحه الحرية والاقتناع مما يؤهله للتعامل بشكلٍ أفضل مع مجتمعه.
علاج العصبية عند الأطفال
علاج عصبية الأطفال يتضمن جواب مختلفة، تحت مظلة الأهل أو الخبراء إذا لزم الأمر، ومن أهم الطرق:
- مراقبة سلوكيات الطفل وسرعة التوجه إلى المختصين ما إذا لوحظت اضطرابات سلوكية معينة.
- العلاج السلوكي المعرفي
- إدخال الفيتامينات والمعادن بتركيزاتها المناسبة للطفل.
- إعادة تأهيل الطفل باستخدام أساليب التعليم الحديثة إشراكه في القرارات وإدارة الأمور.
- تلقي الأهل دورات ودروس تربوية مختلفة للتعامل مع الطفل بشكلٍ ملائم.
- استبعاد وجود أي أمراض عضوية لدى الطفل والتحقق من التاريخ المرضي للعائلة.
- خلق بيئة ملائمة للطفل والتأكد من عدم تعرضه لمؤثرات خارجية تؤثر سلبًا عليه.