رواد المدرسة السريالية هم من قاموا بتأسيس هذه المدرسة التي كانت وجهتها الأولى والأخيرة الاهتمام بالفن الداخلي والفنانين، وكان هدفها الأساسي هو التعبير عن كل ما هو مكبوت داخل الإنسان ويمكن إخراجه في هيئة فن عظيم وتطويره، وكان رواد هذه المدرسة يتبعون نهج مميز وفريد حيث الغموض واللاشعور، ولمعرفة المزيد حول هذه المدرسة وروادها يمكن قراءة السطور التالية عبر موقع مصدري.
محتوى المقال
نشأة المدرسة السريالية
نشأت المدرسة السريالية في القرن العشرين بفرنسا وتطورت بشكل ملحوظ في العقد الثاني والثالث، وكان هدفها الأساسي هو الاعتماد على الخيال والبعد عن الحقيقة، وهناك بعض العوامل التي أدت إلى قيام المدرسة ويمكن توضيحها كالتالي:
- الاهتمام بثلاثة ظواهر وهي الاهتمام بالرومانسية في الفن، النظر إلى العالم كله برؤية مختلفة بالإضافة إلى ظاهرة إطلاق الفن ما وراء الحقيقة.
- اهتمام بروتون بالفن وهو أحد رواد المدرسة الذي ساعد في النهوض بالمدرسة حيث إنه أعطى اهتمام كبير للفن، كما إنه انتقد بعض الفنانين بداخل المدرسة.
المدرسة السريالية وخصائصها
عند قيامك بكتابة بحث حول المدرسة السريالية فإن ذلك سيتطلب منك ذكر خصائصها التي تتميز بها، لذلك سنقوم بذكر أهم خصائص هذه المدرسة ومميزاتها كالآتي:
- تهتم بتصوير ما يدور في نفس الشخص وليس ما يدور في العقل، ويعد هذا أعلى درجات الفن ورقيه.
- إعادة الخيال إلى مكانه الأصلي.
- يقومون بتعريف الفن بأنه تعبير صادق يشعر به الفنان بداخله ويستطيع أن يحوله إلى لوحة فنية جميلة توضح ما بداخله من فن.
- يشجع الفن السريالي الفنانين على القدرة على الدخول بعقلهم الباطن والتعمق به وقدرتهم على التعبير عنه بكل سهولة وبطرق رائعة.
- الفن السريالي ما هو إلا وسيلة اتخذها الفنانين للتعبير عما بداخلهم من طاقة مكبوتة وللتخلص من القلق والتوتر الذي كان يسيطر عليهم أثناء الحرب العالمية الأولى.
من هو مؤسس المدرسة السريالية؟
سؤال مهم يتوارد على ذهن المهتمين بالفن، ونقول أن المدرسة السريالية لقد تأسست بالتعاون بين مجموعة من كبار الفنانين ويمكن ذكرهم كالآتي:
- الفنان ماسون: عمل على تطبيق المدرسة بصورة فنية حيث كان يعتمد على عمل اللوحات والرسومات بالرمل، وكان هذه الطريقة تأخذ وقت طويل، لكن في النهاية كان يقتنع بها كل من يشاهدها.
- خوان ميرو: قام بتطوير فن المدرسة السريالية وساعد على الارتقاء به لأعلى درجات الفن والإبداع، حيث إنه جعل كل الموضوعات الطبيعية أكثر إبداع ورقي عن السابق.
- ماكس أرنست: قام هذا الفنان بتأكيد أن الكتابة هو الوسيلة المفضلة فنيًا، وأكد أيضًا على ضرورة لصق المولاج بإتقان، وبالفعل استخدم هذه الطريقة بإتقان جيد.
أهداف المدرسة السريالية
المدرسة السريالية لها عدة أهداف يمكن توضيحها كالتالي:
- السريالية هدفها الأساسي هو إعادة الخيال إلى موضعه الأصلي.
- التعبير عن النفس بعيدًا عن سلطة العقل، حيث إنها تعبر عن العقل الباطن للإنسان، حيث إنها نشأت إثر أزمة نفسية كبيرة أثناء الحرب العالمية الأولى، فاتخذها الفنانون للتعبير عما بداخلهم من شعور مكبوت.
أهم رواد المدرسة السريالية
إن المدرسة السريالية نشأت على أيدي مجموعة من المفكرين والمبدعين، الذين ساهموا وبشكل كبير في النهوض بهذه المدرسة وتطورها، ويمكن ذكرهم كالآتي :
- اندريه بريتون: شاعر وكاتب فرنسي ويعد أحد مؤسسي المدرسة السريالية، كما أنه يعد من أهم الفنانين الذين عرفوا في المدرسة على الرغم من أنه لا يمتلك شهرة كبيرة وبارزة كغيره من الفنانين.
- انتونين ارنود: هو شاعر ومؤلف فرنسي وكان له أثر مميزة وبصمة فريدة تم إضافتها للمدرسة، حيث كان يتبع نظام معين يتميز بالقسوة على المسرح، وكان منهجه هذا يوضح ردود الفعل لدى المشاهد من خلال حواسه، كما إن انتونين ارنود كتب سيناريو الفيلم الأول لمدرسة السريالية وكان ذلك عام 1920.
- سلفادور دالي: حظى بشهرة واسعة وكان يتميز باحترافه في المدرسة في فترة الثلاثينات، ولكن تم طرده منها، وذلك بسبب اتجاهاته السياسية واتخاذه من المدرسة وسيلة للإعلان عن عمله الخاص به.
- جوان ميرو: تأثر بالمدرسة بشكل كبير، كما إنه قام بتجريب الكثير من الاتجاهات والأساليب مثل التكعيبية والواقعية السحرية، ورفض الانضمام إلى فريق الفنان بريتون، لأنه كان يحب أن يقوم بالتجريب دائمًا ولا يرغب في الارتباط بنوع معين من الفن.
أشهر لوحات المدرسة السريالية
إن اللوحات الخاصة بالمدرسة السريالية تظهر دائمًا على هيئة حلم أو تحريف، حيث نجد فيها تقاطعات غير متوقعة في كائنات حقيقة وأشكال غير حقيقية، وكانت تشتهر هذه الصور بمدى طبيعتها وذكائها الذي يثير الذهن لمن يشاهدها ويتأمل فيها، ويمكن توضيح أهم هذه اللوحات كالآتي:
- لوحة على شكل حذاء بداخل سفينة كبيرة للفنان فلاديمير كوش الروسي.
- رجل يشق صدره ليخرج ما بداخله، وهي تعبيرًا عما بداخله من مشاعر.
- رأس رجل في مقدمة البوابة وتتجسد بها صورة لرجل عجوز وامرأة.
- جمجمة بمنتصفها صورة امرأة.
- صورة مركب شراعية اشرعتها تم تشكيلها من الفراشات الملونة الجميلة للفنان فلاديمير كوش.
- وجه رجل وامرأة ينشأ عن تفاصيلهما معًا رجل يلعب الجيتار وأمامه امرأة جالسة.
- مصباح تخرج منه أبخرة تتشكل على هيئة مجموعة من البشر.
بماذا تمتاز المدرسة السريالية؟
إن المدرسة السريالية تتميز بالتركيز على الأشياء اللاشعورية والغريبة والشعور المتناقض، وتهدف إلى التركيز على الأشياء الغير واقعية وإطلاق الأفكار المكبوتة وسيطرة الخيال والأحلام، كما أن فنانوا المدرسة اعتمدوا على نظريات رائد التحليل النفسي فرويد.
كما إن النقاد قاموا بوصف لوحات هذه المدرسة بأنها تتميز بالتلقائية الفنية والنفسية، حيث إنها تعتمد وبشكل كبير على استخدام الألوان للتعبير عن الأفكار اللاشعورية، كما إن المدرسة تخلصت كليًا من أسس ومبادئ الرسم القديم والتقليدي، بالإضافة إلى أن المدرسة اهتمت بالمضمون وليس الشكل ولهذا تتسم اللوحات السريالية بالغموض والتعقيد.
المدرسة السريالية في المسرح
إن دور المدرسة السريالية التخلص من الواقع المشئوم الذي كانت تشهده البلاد في ذلك الوقت والتحرر منه عن طريق عالم آخر كان يصنعه الفنان لنفسه للتخلص من القيود التي كانت تقيده والأعراف والقيم الأخلاقية التي تقتنص الملذات لإشباع الغرائز والشهوات، ويمكن توضيح كيف كانت المدرسة في المسرح من خلال نقاط كالآتي:
- الفن عندهم هو تعبيرًا عن الأحلام الفردية والهلوسات التي قد يكون من الصعب فهمها، بسبب الاضطراب الموجود فيها وعدم الاتساق.
- مسرح القسوة يعد من أهم الإنجازات المسرحية لدى السريالية، حيث اتجه هذا المسرح نحو إخراج الانفعالات البشرية دون الحاجة إلى استخدام عناصر المسرح الأساسية.
- اعتبر الفنان ارتو وهو أحد رواد المدرسة أن المسرح هو الوسيلة الوحيدة التي تمكن الفنان من التواصل مع الجمهور وتوصيل فكرته لهم بطريقة رائعة.
- الاعتماد على استخدام الرموز كأحد مكونات المشهد المسرحي، واستعمال الموسيقى المتقاربة مع أصوات الفنانين، مع الاعتماد على أنواع صاخبة من الموسيقى للفت وجذب انتباه المشاهد للعرض المسرحي.
- تم إعطاء الضوء أهمية كبرى في المسرح السريالي والذي يتماشى مع حركة الفنانين في المسرح للفت الانتباه أكثر وإعطاء المشهد أهمية كبرى.
- استخدام نوع من الغموض في المسرح، حيث إن الكتاب في المدرسة السريالية كانوا يتعمدون ترك المسرحية دون خاتمة، وذلك لإعطاء القارئ قدرة على التخيل ووضع نهاية للمسرحية.