هل الغش يبطل الصيام في رمضان أو هل الغش من الأمور التي حرمها الله تعالى، هذا هو حديثنا اليوم سوف نجيب لكم عن جميع الأسئلة التي تشغل أذهانهم حول الغش وما هي كفارته وهل بالفعل يجوز الغش في الامتحانات عند الضرورة أم لا، كما سنتعرف معكم هل الغش من الكبائر أم لا وكيف يمكن تجنب ذلك وهل يجوز أن نفضح من ستره الله وتاب إليه توبة نصوحة، كل ذلك وأكثر سوف نتناوله من خلال هذا المقال عبر موقع مصدري.

هل الغش يبطل الصيام في رمضان؟

  • يتزامن شهر رمضان المبارك مع العام الدراسي في المدارس والجامعات، ويتخلله فترات امتحانات من أجل تقييم الطلاب كتدريب على امتحانات الترم الثاني آخر العام، وفي ظل الإجراءات الاحترازية جراء جائحة كورونا ورد لدار الفتوى الكثير من الأسئلة المتعلقة حول الامتحانات والصيام وما هي فتوى الغش في شهر رمضان أثناء الصيام وهل يبطل الصيام أم لا، وقد شغلت هذه الأسئلة دار الفتوى وخرج لنا علماء الأزهر الكرام من أجل إصدار حكم الصيام للطالب الذي يغش في الامتحانات.
  • ذكر لنا الشيخ أحمد ممدوح أمين الفتوى في دار الإفتاء المصرية أن الغش في الامتحانات حرام شرعًا وقد أجمع العلماء الكرام على هذا الرأي، كما أعلن الشيخ ممدوح أن الغش في أثناء نهار شهر رمضان له حرمة مضاعفة وذلك لأن ديننا الإسلام قد حرم الغش ورفضه وهذا الأمر ثابت لدى الجميع ولا شك فيه، ولكن أكدت الفتوى أنه لا يبطل الصوم إنما هو من الأمور المحرمة.
  • هذا وقد أكد الأستاذ الدكتور محمد عبد العاطي رئيس قسم الدراسات الإسلامية في كلية التربية بجامعة الأزهر أن حكم الغش في الامتحانات في شهر رمضان لا يبطل الصيام ولكنه أعلن أيضًا أن الصائمين في شهر رمضان الذين يقومون بالغش في الامتحانات لا يصومون إلا عن الطعام والشراب فقط، كما أشار إلى أن الصيام الذي فرضه الله تعالى علينا في شهر رمضان هو تهذيب للنفس البشرية ومنعها من الطعام والشراب وكذلك الشهوة، فقد يقوم شخص ما الليل بأكمله دون أن يحصد من ذلك شيء سوى السهر والتعب وذلك لأنه لا يراعي الله في صيامه وقيامه، كما أشار إلى أن الغرض من الصيام هو التقوى والغش هو عكس غاية الصيام تمامًا.
  • كما أضاف مفتي الجمهورية أن دار الإفتاء المصرية توضح الحكم الشرعي من الغش في الامتحانات، وتوصي الطلاب بتقوى الله والحرص على التحلي بالفضائل ومكارم الأخلاق وكذلك التعاون على البر والتقوى، كما أوصى الطلاب بالاعتماد على أنفسهم والاجتهاد والإخلاص لله تعالى في تحصيل العلم.

هل الغش في الامتحان من الكبائر؟

  • أصبح الغش في الامتحانات ظاهرة خطيرة بين الطلبة والطالبات، وتعددت أشكاله وصوره ولكنه يترتب عليه الكثير من الأمور السيئة في المستقبل وقد نهى عنه الدين الإسلامي أيًا كان صوره وأشكاله، وقد ذكر الله تعالى في كتابه العزيز في سورة المطففين حين قال: “ويل للمطففين الذين إذا اكتالوا على الناس يستوفون وإذا كالوهم أو وزنوهم يخسرون”، كما حذر النبي صلى الله عليه وسلم من الغش فقال في حديثه الشريف: “من غشنا فليس منا” صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم.
  • هذا إلى جانب أن الغش أصبح يدخل في كثير من المجالات ومن أشهر صوره هو الغش بين الطلاب في الامتحانات، وقد اعتبر بعض العلماء أن الغش هو كبيرة من الكبائر فعندما سئل ابن عثيمين ما حكم الشرع في الغش في الامتحانات بين الطلاب، وهل هذا يدخل في قول رسول الله من غشنا فليس منا، فكان رد ابن عثيمين أنه قال أن الغش حرام بل إنه من كبائر الذنوب وذلك تطبيقًا لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم.
  • كما أضاف أن الغش هنا لا يقتصر على الامتحانات فقط وإنما شمل كل المجالات من تجارة ومعاملات مالية وحتى النصيحة بين الناس، ولا يجوز للطالب أن يقوم بالغش في الامتحانات سواء بنفسه أو أن يغش من طالب آخر، لأن الرسول قد تبرأ من الغشاش وهذا يدل على أن الغش من كبائر الذنوب وليس من صفات المرء المسلم، ولا يوجد تفرقة بين مادة وأخرى أي لا ينطبق ذلك على المواد العربية فقط بل إن أي مادة من المواد لا يجوز فيها الغش وذلك لمن يتساءل عن الغش في المواد الإنجليزية، هذا وقد أكد أن الغش في كل الأحوال هو سلوك سيء لأنه خداع للمعلمين والمعلمات كما أنه غش للدولة وللمجتمع بأكمله، وخلاصة القول أن الغش ذنب عظيم لا ينبغي فعله للإنسان المسلم أو غير المسلم.

كفارة الغش في الامتحان

  • يتساءل الكثير من الأشخاص عن حكم الغش سواء من أهل السنة أو الشيعة، ووردت كثير من الأسئلة من أهمها هل الغش يبطل الصيام عند الشيعة وعند السنة، وما هي كفارة الغش في الامتحان فكانت إجابة علماء الفتوى الكرام مريحة للجميع لأنها تستند إلى القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة، ولما كان الغش من الأمور السيئة التي حرمها الله تعالى وحرمها رسول الله صلى الله عليه وسلم، وفي غياب الثقة ينشأ الخداع ورغم أن الغش لا يفطر الصائم ولكنه يؤثر بالسلب على المجتمع ويضعف من إيمان الإنسان المسلم.
  • لذا فإن كفارة الغش في الامتحانات هي التوبة النصوحة عن المعصية وعدم العودة إليها مجددًا، كما ينبغي ألا نفضح العبد الذي ستره الله تعالى لأنه قد تاب عن كافة الذنوب والمعاصي وعزم النية على ألا يفعل المعصية مرة أخرى، وهذه الكفارة تسري على الامتحانات الإلكترونية وكذلك العادية التي تتطلب الحضور، فلا ننسى أن الخيانة والغش من المحرمات التي لا يجب أن تحدث في أي من المجالات مهما كانت.

حكم الغش في الامتحان للضرورة

  • يبرر البعض الغش في الامتحانات ويرى البعض أنه لابد من الاستفسار حول حكم الغش كما ذكرنا لكم، ولكن هل حكم الغش في الامتحانات يجوز عند الضرورة حيث يرى البعض أن الوقت لم يكن كافيًا قبل الامتحان من أجل إتمام المذاكرة ولذلك يبرر لنفسه الغش ويذكر أنه لم يغش سوى للضرورة.
  • وهنا نجد أنه يندرج تحت قاعدة إباحة المحظور عند الاضطرار لذلك تطبيقًا لقوله تعالى: “فمن اضطر غير باغ ولا عاد فلا إثم عليه”، ولكن لا تدخل هذه الضرورة عند الغش في الامتحانات ولا يجوز لك أن تغش خوفًا من النتائج السيئة أو من الرسوب، لأن الغش في هذه الحالة محرم، بينما جاءت الآية من أجل ضرورات أخرى مثل المال والعرض والدين والنفس وليس الامتحانات.

بعد أن تناولنا معكم الحديث عن الغش في الامتحانات وتعرفنا معكم على هل الغش يبطل الصيام في رمضان، فإن خلاصة القول أن الغش هو من المحرمات التي لم يبيحها الدين الإسلامي وفقًا لما أخبرنا به رسول الله صلى الله عليه وسلم وكذلك وفقًا لما ورد في كتاب الله عزّ وجل، فلا ينبغي أن تغش في أي حال من الأحوال وعليك أن تتجنب الأشخاص الذين يشجعون على الغش أو يبيحونه لك، لأن ذلك إثم عظيم خاصًة في شهر الصوم.