قصة مقتل الحسين عند أهل السنة والشيعة، إن الحسين بن علي هو حفيد نبي الله -صلى الله عليه وسلم-، حيث قتل -رضي الله عنه- خلال موقعة كربلاء، بالتالي إن مقتل الحسين بن علي هو محل ضجة كبيرة أدى إلى انقسام المسلمين إلى طائفتين عظيمتين هما السنة والشيعة، وانطلاقا من هذا الحديث نود أن نتعرف عبر فقرات مقالنا هذا بالحديث عن قصة مقتل الحسين عند أهل السنة والشيعة، الى جانب ذكر حديث الرسول عن مقتل الحسين إسلام ويب، وما هي مواقف الصحابة من قتله.
محتوى المقال
الحسين بن علي عليه السلام
هو أبو عبد الله الحسين بن علي بن أبي طالب -رضي الله عنه-، فهو حفيد نبي الله -صلى الله عليه وسلم- من ابنته فاطمة الزهراء وابن عمه علي بن أبي طالب -رضي الله عنهما-، والذي ملك لقب سيد شباب أهل الجنة، حيث أطلق نبي الله -صلى الله عليه وسلّم- هذا اللقب عليه قبل وفاته، كذلك يعتبر من الصحابة الكرام ويعد الإمام الثالث لدى الشيعة، وإن الحسين من مواليد تاريخ 3 من شهر شعبان سنة 3 هجري، فقد شارك الحسين في الجهاد مع الصحابي عثمان بن عفان -رضي الله عنه-، وخاض مع والده في معركتي الجمل وصفين، بينما عن وفاته حيث توفي في 10 محرم لسنة 61 هـ
قصة مقتل الحسين عند أهل السنة
إن قصة مقتل الإمام الحسين وقعت حينما كان الإمام الحُسين بن علي بن أبي طالب رضوان الله عليهم خارجًا من مكة المُكرمة إلى كربلاء بتاريخ الثاني من شهر محرم سنة 61 هجري نظرا الى رفضه مبايعة يزيد بن معاوية بن أبي سفيان كخليفة للمسلمين بعد وفاة والده، فقد اختار الحسين الخروج إلى كربلاء؛ لأنها موقع لا سلطة للدولة الأموية عليه، وكانت الأحداث على النحو التالي:
أرسل الحسين مسلم بن عقيل إلى الكوفة ليجمع له الأتباع والمناصرين ريثما يصل، وحينما أدرك يزيد بخروج الحسين قام بتعين عبيد الله بن زياد والي على الكوفة، وأوصاه بالقسوة في التعامل مع مسلم بن عقيل، وحينما شارف الحسين ومن معه على الوصول بعث عبد الله بن بقطر رسولًا يسأل عن مسلم بن عقيل، ولن يكن قد وصله خبر مقتله بعد، فأسر جنود عبيد الله النبي وتم قتله، وعندما وصل الحسين وصله نبأ مقتلهم وتخاذل أهل الكوفة عن نصرته، فسمح لمن شاء من شيعته وأصحابه أن يتركه ويذهب في حال سبيله.
ظل عدد قليل مع الحسين، وأتموا المسير الى أن وصلوا النجف، وإذ لاقاه جيش عبيد الله بقيادة الحر بن يزيد الرّياحي، وحاول أن يرجعه ولكن لن يفلح، بالتالي أكمل الحسين الى أن وصل كربلاء، ثمّ بدأت المفاوضات بين عمر بن سعد بن أبي وقاص والإمام الحسين، حيث رفض الحسين مبايعة يزيد بن معاوية والخضوع لرغبة عبيد الله بن زياد والي الكوفة، وعرض على عمر بن سعد إما أن يتركوه ليعود من حيث أتى، أو أن يدعوه يذهب إلى يزيد بن معاوية، أو أن يدعوه يذهب إلى أحد الثّغور، ولكن عبيد الله بن زياد رفض ذلك.
وخلال ساعات صباح اليوم العاشر من شهر محرم لسنة 61 هجري عزم الحسين، ومن معه على القتال، وكون جيشًا من 32 فارسا و40 راجلًا، وجعل المنازل من خلفه، ثم وضع حطبًا خلف الجيش، وأشعله كي لا يأتيهم جيش الأمويين من خلفهم، كذلك انضم عدد من أهل الكوفة، ومنهم الحر بن يزيد، الذي وبخ عمر بن سعد، ومن معه لأنهم رفضوا عرض الحسين -عليه السلام-، وبدأ جيش عمر بن سعد بالقتال، الى أن قتل في المعركة الحسين ومن معه بشكل كامل وهم 72 رجلًا.
شاهد أيضًا:قصة مقتل فاطمة الزهراء في صحيح البخاري
حديث الرسول عن مقتل الحسين إسلام ويب
إن الرسول -صلى الله عليه وسلّم- أخبر بمقتل الحسين -رضي الله عنه- ولن يُخبِر عن قاتله، فقد روى أحمد عن عائشة أو أمِّ سلمة -رضي الله عنهما-: “أَنَّ الرسول -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ لِإِحْدَاهُمَا: (لَقَدْ دَخَلَ عَلَيَّ الْبَيْتَ مَلَكٌ لَمْ يَدْخُلْ عَلَيَّ قَبْلَهَا، فَقَالَ لِي: إِنَّ ابْنَكَ هَذَا حُسَيْنٌ مَقْتُولٌ، وَإِنْ شِئْتَ أَرَيْتُكَ مِنْ تُرْبَةِ الْأَرْضِ الَّتِي يُقْتَلُ بِهَا ) قَالَ: ( فَأَخْرَجَ تُرْبَةً حَمْرَاءَ )”، بالتالي إن ذلك الحديث هو حديث حسن وله شواهد مختلفة، كما ذكر في السلسلة الصحيحة للشيخ الألباني.
شاهد أيضًا: قصة مقتل عثمان بن عفان صحيح البخاري
موقف الصحابة من مقتل الحسين
حزن الصحابة حزنا شديدا على مقتل الحسين بن علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- وكما قالوا في رفضهم لخروج الحسين بن علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- إلى الكوفة وخذلان أهلها من الشيعة له:
- عبد الله بن عمر: “لما جاء المدينة وبلغه خروج الحسين لأهل الكوفة لحقه ابن عمر على مسيرة ليلتين فقال: أين تريد؟ قال: العراق، ومعه طوامير وكتب، فقال: لا تأتهم، قال: هذه كتبهم وبيعتهم. فقال: إن الله خيَّر نبيه بين الدنيا والآخرة، فاختار الآخرة، وإنكم بضعة منه، لا يليها أحد منكم أبداً، وما صرفها الله عنكم إلا للذي هو خير لكم، فارجعوا، فأبى، فاعتنقه ابن عمر، وقال: أستودعك الله من قتيل”.
- أبو سعيد الخدري: “غلبني الحسين على الخروج، وقد قلت له: اتق الله في نفسك والزم بيتك، ولا تخرج على إمامك”.
- أبو بكر بن عبد الرحمن بن الحارث: “يا ابن عَمِّ إن الرحم تظأرُني عليك، وما أدري كيف أنا عندك في النصيحة لك؟ قال: يا أبا بكر ما أنت ممن يُستغشُّ ولا يُتَّهمُ، فقل. قال: قد رأيت ما صنع أهل العراق بأبيك وأخيك، وأنت تريد أن تسير إليهم وهم عبيد الدنيا، فيُقاتلك من قد وعدك أن ينصرك، ويخذلك من أنت أحب إليه ممن ينصره فأُذكِّرك الله في نفسك. فقال: جزاك الله يا ابن عمِّ خيراً، ومهما يقضي الله من أمر يكن. فقال أبو بكر: إنا لله، عند الله نحتسب أبا عبد الله”.
في ختام مقالنا نكون قد وضعنا لكم قصة مقتل الحسين عند أهل السنة والشيعة، الى جانب ذكر حديث الرسول عن مقتل الحسين إسلام ويب، وما هي مواقف الصحابة من قتله.