هل تسقط زكاة الفطر لمن لم يخرجها قبل صلاة العيد، حيث تعتبر زكاة الفطر واجبة على جميع المسلمين صغيرهم وكبيرهم، عبدهم وحرهم، أنثاهم وذكرهم، وهي عبارة عن عون ومساعدة للفقراء خلال أيام العيد، وعبر فقرات مقالنا هذا سنتعرف على هل تسقط زكاة الفطر لمن لم يخرجها قبل صلاة العيد، وما الحكم الشرعي من تأخيرها، الى جانب حكم إخراج زكاة الفطر نقودًا مع الأدلة الشرعية.
محتوى المقال
هل تسقط زكاة الفطر لمن لم يخرجها قبل صلاة العيد
إن الحكم من عدم إخراج الزكاة قبل الصلاة لا حرج فإن الواجب إخراج زكاة الفطر قبل صلاة العيد كما أمر بهذا الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم، ولكن لا بأس عليك فيما فعلت، فإخراجها بعد الصلاة يجزئ والحمد لله، وإن كان ورد في الحديث أنه صدقة من الصدقات، لكن ذلك لا يمنع الإجزاء، وأنه وقع في محله، ونرجو أن يكون مقبولًا، وأن تكون زكاة كاملة؛ لأنك لم تؤخر هذا عمدًا، وإنما أخرته نسيانًا، كما قال الله عز وجل في كتابه الكريم: رَبَّنَا لاَ تُؤَاخِذْنَا إِن نَّسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا ، وثبت عن الرسول صلى الله عليه وسلم أنه قال: يقول الله: قد فعلت، فأجاب دعوة عباده المؤمنين في عدم المؤاخذة بالنسيان والخطأ.
شاهد أيضا:ما هي جنسية ياسمين الجيلاني الحقيقية
حكم اخراج زكاة الفطر يوم العيد قبل الصلاة
إن حكم إخراج زكاة الفطر يوم العيد قبل الصلاة هو يجوز، وقد أمرنا الرسول -صلى الله عليه وسلم- بهذا، ولا مانع من إخراجها قبل العيد بيوم أو يومين، ولكنها لا تؤجّل إلى ما بعد العيد، وزكاة الفطر فرض على كل مسلم ومسلمة، صغيرًا كان أم كبيرًا، ذكرًا كان أم أنثى، حرًا أم عبدًا، وفي مشروعيته ما ورد حديث عبدالله بن عمر قال: (أن نبي اللَّهِ -صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ- فرضَ زَكاةَ الفِطرِ من رمضانَ صاعًا من تمرٍ أو صاعًا من شعيرٍ على كلِّ حرٍّ أو عبدٍ ذَكرٍ أو أنثى منَ المسلمينَ)، وقد جعل الله تعالى زكاة الفطر طهرة وطفقارة لما قد يقع من الصائم من نقصان للأجر في شهر رمضان، وهي كذلك طُعمة للمساكين والفقراء، وكما حدد الرسول -صلى الله عليه وسلم- مقدار الزكاة، وهي صاعًا واحدًا عن كل فرد، والصاع هو خمسة أرطال وثلث، أي قرابة ثلاثة كيلو غرام، من التمر أو الشعير أو القمح أو الزبيب، ونحوه من طعام أهل البلد الذي يأكلونه، وأمر الرسول -صلى الله عليه وسلم- بتوزيع الزكاة قبل خروج الناس إلى صلاة العيد.
شاهد أيضا:راتبي لا يكفيني هل تجوز الزكاة لي ما الحكم
حكم تأخير زكاة الفطر لما بعد صلاة العيد
إن الحكم من تأخير زكاة الفطر عن صلاة العيد لا يجوز، وأن وقتها ينتهي بنهاية من صلاة العيد، وهذا مما أجمع عليه كافة العلماء بلا أدنى خلاف بينهم، فصدقة الفطر لها وقتت معين وهو قبل صلاة العيد، وهو مذهب الشافعية والمالكية والحنابلة، فمن أداها بعد يوم العيد من غير عذر، كان آثمًا، ودلت الأحاديث النبوية الشريفة على ضرورة المبادرة بإخراجها قبل دخول وقت صلاة العيد، فلو أخرجها الفرد عن وقت الصلاة فهو آثم، وخرجت خلال تلك الحالة عن كونها صدقة فطر، فتصبح صدقة من الصدقات، ومن أخرج زكاة الفطر بعد صلاة العيد كان كمن لم يخرجها.
شاهد أيضا:هل يجوز أن افطر في رمضان بسبب التعب
حكم إخراج زكاة الفطر نقودًا
إن حكم إخراج زكاة الفطر نقودًا لا يجوز لدى معظم أهل العلم، لأن إخراجها نقودًا مخالفًا لما نصت عليه الأحاديث النبوية الشريفة، فالرسول -صلى الله عليه وسلم- أخرجوا زكاة الفطر زكاة الفطر من الطعام، ودلّ على هذا العديد من الأحاديث النبوية الشريفة منها: حديث أبو سعيد الخدري قال: (كُنَّا نُعْطِيهَا في زَمَانِ النبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ صَاعًا مِن طَعَامٍ، أوْ صَاعًا مِن تَمْرٍ، أوْ صَاعًا مِن شَعِيرٍ، أوْ صَاعًا مِن زَبِيبٍ، فَلَمَّا جَاءَ مُعَاوِيَةُ وجَاءَتِ السَّمْرَاءُ، قالَ: أُرَى مُدًّا مِن هذا يَعْدِلُ مُدَّيْنِ)، حيث كان المسلمين في عهد النبي يخرجون زكاة الفطر صاع من القمح أو الشعير أو التمر أو الزبيب، وأيضا كان الأمر في عهد الخلفاء الراشدين، وفرض الله عز وجل على المسلمين زكاة أبدانهم في كل سنة وقت عيد الفطر، فهي طهرة لأهلها، فالواجب على كل المسلمين أن يؤدوا زكاة أموالهم إلى مستحقيها اتباعًا لأمر الله سبحانه، وخوفًا من غضبه وعقابه وسخطه، فقد توعّد الله تعالى من يبخل بالزكاة، ويكنز المال بالعذاب الأليم.
بهذه المعلومات نكون قد تعرفنا على هل تسقط زكاة الفطر لمن لم يخرجها قبل صلاة العيد، وما الحكم الشرعي من تأخيرها، الى جانب حكم إخراج زكاة الفطر نقودًا مع الأدلة الشرعية.