ما هو شرح حديث من سلك طريقا يلتمس فيه علما ومعانيه بالتفصيل وراوي الحديث، حيث يعتبر الحديث النبوي الشريف من الأحاديث التي حث عليها الرسول في طلب العلم، وحيث إن السير يعني السعي من أجل طلب العلم والسير المعنوي، فجميع الأمور الواردة فيها تسير في الحصول على العلم، وعبر فقرات مقالنا سوف نتعرف على ما هو شرح حديث من سلك طريقا يلتمس فيه علما ومعانيه بالتفصيل وراوي الحديث.

نص حديث من سلك طريقا يلتمس فيه علما

عن أبي الدرداء رضي الله عنه عن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: «مَنْ سَلَكَ طَريقا يَبْتَغي فيه عِلْما سَهَّل الله له طريقا إلى الجنة، وإنَّ الملائكةَ لَتَضَعُ أجْنِحَتها لطالب العلم رضًا بما يَصنَع، وإنَ العالم لَيَسْتَغْفِرُ له مَنْ في السماوات ومَنْ في الأرض حتى الحيتَانُ في الماء، وفضْلُ العالم على العَابِدِ كَفَضْلِ القمر على سائِرِ الكواكب، وإنَّ العلماء وَرَثَة الأنبياء، وإنَّ الأنبياء لم يَوَرِّثُوا دينارا ولا دِرْهَماً وإنما وَرَّثُوا العلم، فَمَنْ أَخَذَهُ أَخَذَ بحَظٍّ وَافِرٍ».

شاهد أيضا: حديث في فضل العشر الاواخر وليلة القدر

معنى من سلك طريقا يلتمس فيه علما

إن معنى حديث الرسول عليه الصلاة والسلام ان سلوك الطريق لالتماس العلم والحصول عليه، ومطالعته ومذاكرته، والتفكر في العلم يرفع من درجات المسلم ويكون عاملا من عوامل دخوله الى الجنة، حيث إن سلوك طريق العمل لا يكون فقط بالتنقل من مكان لأخر، وعلى سبيل المثال قد يكون المعنى هو الشخص الذي يسافر من بلد لأخر كي ينال على العلم، او يسير على الاقدام او بدابته او بسيارته او غيرها او ايًا كان حتى يصل الى مجالس العلم، وكما يكون طلب العلم من البيت من خلال الانترنت او من مكتب الشخص دون ان يحرك قدميه، كما يكون بالطريق المعنوي منها قراءة الكتب والاستماع الى القران وحفظه، وقراءة التفاسير والمزيد.

شاهد أيضا:صحة حديث من فطر صائما كان له مثل أجره

ما هو شرح حديث من سلك طريقا يلتمس فيه علما ومعانيه بالتفصيل

حيث ورد ذلك الحديث ليبين عدد من فضائل طلب العلم: فمنها أن من مشى في طريق يريد بسيره فيه الذهاب لطلب العلم أو بحث عن العلم ولو في بيته جازاه الله عز وجل بأن يسهل له طريقاً إلى الجنة، وسلوكُ طريق العلم يحوي الطريق الحسي الذي يمشي فيه الشخص برجله، كما يضم الطريق المعنوي، بأن يلتمس العلم من مجالسة العلماء، ومن بطون الكتب، وهذا أن الذي يراجع الكتب للعثور على حكم مسألة شرعية، أو يجلس إلى شيخ يتعلم منه، فإنه قد سلك طريقًا يلتمس فيه علما ولو كان جالسًا، ومن الفضائل المذكورة داخل ذلك الحديث أن العلماء يستغفر لهم أهل السماء والأرض، حتى الحيتان في البحر، وحتى الدواب في البر. ومن فضائله أن الملائكة الذين كرمهم الله سبحانه وتعالى تضع أجنحتها لطالب العلم رضا بما يصنع، تواضعًا وتعظيمًا للعلم وأهله، وكذلك الفضائل التي ذكرها الرسول صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث أن العلماء ورثة الأنبياء،

فقد ورثوا منهم العلم والعمل، وورثوا الدعوة إلى الله سبحانه وتعالى وهداية الخلق ودلالتهم على الله عز وجل وعلى دينه. ومن فضائله أن مزية العالم على العابد كمزية القمر ليلة البدر على باقي الكواكب؛ لأن نور العبادة وكمالها ملازم للعابد لا يتخطاه، حيث يعد كنور الكواكب، بينما عن نور العلم وكماله فهو يتعدى إلى الغير فيستضيء به غير العالم، وقال -عليه الصلاة والسلام- أن الأنبياء لم يورثوا لمن بعدهم الدنيا، فلن يورثوا درهمًا ولا دينارًا، وأن أعظم ميراث تركوه هو العلم، فمن أخذه أخذ بنصيب وافر كثير، ويعتبر الإرث الحقيقي النافع، ولا يعتقد المسلم أن العالم المفضل عارٍ عن العمل، ولا العابد عن العِلم، وإنما إن علم هذا غالب على عمله، وعمل هذا غالب على علمه، ولهذا جعل العلماء ورثة الأنبياء الذين فازوا بالحسنيين، العلم والعَمل وحازوا الفضيلتين، الكمال، والتكميل، وتلك طريقة العارفين بالله وسبيل السائرين إلى الله عز وجل.

اهتم النبي صلى الله عليه وسلم في سنته الشريفة بوضع الكثير من الأمور المهمة في حياة الفرد المسلم، والتي من بينها السعي من أجل طلب العلم، وكنا قد تعرفنا على ما هو شرح حديث من سلك طريقا يلتمس فيه علما ومعانيه بالتفصيل وراوي الحديث.